متى تسقط خيوط الولادة الداخلية؟ سؤال يتكرر كثيرًا بين الأمهات بعد الولادة، خصوصًا لدى من خضعن لولادة طبيعية مع خياطة في منطقة العجان أو ولادة قيصرية تتطلب غرزًا داخلية قابلة للامتصاص. تُعد الخياطة بعد الولادة خطوة ضرورية تساعد على التئام الأنسجة واستعادة شكلها الطبيعي، وغالبًا ما تُستخدم خيوط الولادة الداخلية التي تذوب تلقائيًا داخل الجسم دون الحاجة لإزالتها.
تختلف مدة ذوبان خيوط الولادة من امرأة لأخرى تبعًا لنوع الخيوط المستخدمة، وسرعة التئام الجرح، ومدى العناية بالنظافة الشخصية. وفي بعض الحالات، قد تتأخر سقوط الخيوط أو ذوبانها، ما يثير القلق لدى الأم رغم أنه غالبًا أمر طبيعي.
في هذا المقال سنوضح بالتفصيل متى تسقط خيوط الولادة الداخلية، والعلامات التي تدل على بدء الذوبان، بالإضافة إلى نصائح العناية بالخياطة بعد الولادة، ومتى يجب مراجعة الطبيب لتفادي أي التهابات أو مضاعفات. تابعي القراءة لتتعرفي على كل ما تحتاجينه للعناية بجرح الولادة بأمان واطمئنان.
أولاً: ما هي خيوط الولادة الداخلية ولماذا تُستخدم؟
تُستخدم خيوط الولادة الداخلية بعد الولادة الطبيعية أو القيصرية للمساعدة في التئام الأنسجة التي تم قطعها أو تمددها أثناء عملية الولادة. تختلف عن الخيوط الخارجية في كونها تُزرع داخل طبقات الجلد أو العضلات ولا تُزال يدويًا، بل تذوب تدريجيًا مع الوقت.
تلعب هذه الغرز دورًا أساسيًا في التئام جرح الولادة بطريقة آمنة وسريعة، وتُستخدم عادة خيوط قابلة للامتصاص تُصنع من مواد طبيعية أو صناعية تتحلل داخل الجسم دون أن تسبب ضررًا. اختيار نوع الخيوط يعتمد على مكان الجرح، فخيوط الولادة الطبيعية تختلف عن خيوط العملية القيصرية من حيث السماكة ومدة الذوبان.
ثانيًا: متى تسقط خيوط الولادة الداخلية؟
تبدأ خيوط الولادة الداخلية في الذوبان تدريجيًا خلال فترة تتراوح بين 10 أيام إلى 6 أسابيع بعد الولادة، بحسب نوع الخيوط المستخدمة وطبيعة التئام الجسم. بعض الأنواع تذوب بسرعة خلال أسبوعين، بينما يستغرق البعض الآخر شهرًا أو أكثر.
تتأثر مدة ذوبان الخيوط بعدة عوامل، مثل التغذية الجيدة، والعناية اليومية بالجرح، ووجود أي التهابات أو تورم في المنطقة. يمكن للأم ملاحظة بداية الذوبان عندما تشعر بانخفاض بسيط في الشد أو ترى بقايا خيوط رفيعة تخرج من الجرح، وهي علامة على أن الخيوط بدأت في الذوبان تدريجيًا.
ثالثًا: الفرق بين التئام الجرح الطبيعي وتأخر سقوط الخيوط
يحدث التئام الجرح بعد الولادة بشكل طبيعي عندما يبدأ الألم في التراجع ويختفي الاحمرار تدريجيًا خلال الأسبوعين الأولين، مع تحسن القدرة على الحركة والجلوس دون انزعاج. أما تأخر سقوط الخيوط الداخلية فيكون طبيعيًا أحيانًا إذا كانت الخيوط سميكة أو الجرح أعمق من المعتاد.
لكن إذا لاحظت الأم استمرار الألم الشديد أو خروج إفرازات غير طبيعية أو بقاء الخيوط دون أي تغير بعد مرور أكثر من ستة أسابيع، فقد يكون ذلك مؤشرًا على مشكلة في التئام الجرح أو التهاب يحتاج إلى فحص طبي.
قد يهمك : كيفية حساب حركة الجنين في بطن الأم
رابعًا: متى يجب مراجعة الطبيب؟
يجب على الأم مراجعة الطبيب في حال ظهور أعراض غير طبيعية مثل احمرار شديد في مكان الخياطة، تورم مؤلم، إفرازات صفراء أو خضراء ذات رائحة كريهة، أو نزيف غير معتاد بعد الولادة. كما أن ارتفاع درجة الحرارة أو الشعور بحرقة مستمرة في المنطقة قد يدل على التهاب.
أيضًا، إذا تأخرت عملية ذوبان خيوط الولادة الداخلية لفترة طويلة أو لاحظت بروز خيط من الجرح دون تحسن، فالفحص الطبي ضروري لتقييم الوضع وضمان عدم وجود خراج أو التهاب تحت الجلد.
خامسًا: كيفية العناية بمنطقة الخياطة بعد الولادة
تُعد العناية بالخياطة بعد الولادة من أهم العوامل التي تسرّع الشفاء وتمنع الالتهابات. يجب تنظيف المنطقة يوميًا بالماء الفاتر وتجفيفها بلطف دون فرك، مع تجنب استخدام الصابون المعطّر أو الكريمات غير الموصى بها.
يمكن استخدام ماء دافئ مع ملح خفيف لتطهير المنطقة بعد التبول أو التبرز، ثم تجفيفها جيدًا. كما يُنصح بارتداء ملابس داخلية قطنية فضفاضة وترك المنطقة معرضة للهواء من حين لآخر.
ومن أهم نصائح تسريع شفاء الخياطة الداخلية الحفاظ على التغذية الجيدة وشرب الماء بكثرة، مع تجنب الجلوس الطويل أو حمل الأشياء الثقيلة. أما العادات الخاطئة مثل لمس الخيوط أو استخدام المطهرات القوية فقد تؤخر التئام الجرح وتمنع سقوطها في الوقت المناسب.
سادسًا: تجارب الأمهات ونصائح ما بعد الولادة
تصف كثير من الأمهات إحساس ذوبان الخيوط الداخلية بأنه خفيف يشبه الوخز أو الحكة البسيطة، يزول تدريجيًا مع التئام الجرح. وغالبًا ما تبدأ الراحة الحقيقية بعد الأسبوع الثالث، حين يختفي الشعور بالشد وتتحسن الحركة.
من التجارب الشائعة أيضًا ملاحظة خروج جزء صغير من الخيط بعد أسابيع، وهو أمر طبيعي ما دام لا يصاحبه ألم أو التهاب.
وينصح الأطباء الأمهات بالحفاظ على نظافة المنطقة الحساسة ومراقبة أي تغيرات غير معتادة، مع الالتزام براحة كافية وتجنب المجهود الزائد. بهذه الطريقة، يذوب الخيط بشكل طبيعي وتتعافى الأنسجة دون تدخل طبي إضافي.
الخاتمة
في النهاية، يمكن القول إن سقوط خيوط الولادة الداخلية هو جزء طبيعي من رحلة تعافي الجسم بعد الولادة، ويحدث تدريجيًا دون الحاجة لأي تدخل طبي في معظم الحالات. كل ما تحتاجه الأم هو العناية اليومية بالجرح، والحفاظ على النظافة، وتجنب أي مجهود قد يضغط على المنطقة.
من الطبيعي أن تختلف مدة ذوبان الخيوط الداخلية من أم لأخرى، فبعضها يذوب خلال أسبوعين، بينما يحتاج البعض الآخر إلى عدة أسابيع إضافية. المهم هو متابعة أي تغيرات غير طبيعية مثل الإفرازات أو الألم الشديد، وعدم التردد في مراجعة الطبيب عند الشك بوجود التهاب أو تأخر في التئام الجرح.
تذكّري دائمًا أن الاهتمام بصحتك بعد الولادة لا يقل أهمية عن رعاية مولودك الصغير، فكل دقيقة تخصصينها لنفسك تسرّع شفاءك وتمنحك طاقة أكبر للعناية بطفلك بحب وطمأنينة.