هل تأخر المشي حتى 18 شهرًا يحتاج تقييمًا؟

هل تأخر المشي حتى 18 شهرًا يحتاج تقييمًا؟ سؤال يطرحه الكثير من الأهل القلقين على نمو أطفالهم. تعتبر مهارة المشي إحدى أهم مراحل التطور الحركي التي يترقبها الوالدان بشغف، إذ تعكس صحة الطفل الجسدية والعصبية. في بعض الأحيان، قد يتأخر الطفل عن المشي ضمن الحدود الطبيعية، بينما قد يشير التأخر في حالات أخرى إلى وجود عوامل تحتاج إلى تقييم طبي مبكر.
تتداخل عدة عوامل في تحديد وقت المشي، منها العوامل الوراثية، البيئة المحيطة، التغذية، والتطور العقلي للطفل. سنتناول في هذا المقال أسباب التأخر، التمارين والأنشطة المحفزة للمشي، ومتى يكون الأمر طبيعيًا أو يستدعي القلق، بالإضافة إلى الأمراض المحتملة والنصائح العملية لدعم الطفل. فمتى يكون التأخر جزءًا من التنوع الطبيعي للنمو، ومتى يصبح مؤشرًا على مشكلة تستدعي التدخل؟
متى يعتبر الطفل متأخرًا في المشي مقارنة بالمعدل الطبيعي؟
يبدأ معظم الأطفال بالمشي بين عمر 9 إلى 15 شهرًا، لكن بعضهم قد يتأخر حتى الشهر الـ 18 دون وجود مشكلة صحية. يعتبر الطفل متأخرًا في المشي إذا تجاوز هذا العمر دون أن يتمكن من الوقوف أو اتخاذ خطوات مستقلة. يعتمد توقيت المشي على عدة عوامل، مثل الوراثة، الوزن عند الولادة، والنشاط البدني المبكر. في بعض الحالات، قد يكون الطفل حذرًا بطبعه أو يفضل الزحف لفترة أطول، وهذا أمر طبيعي. لكن من المهم متابعة التطور الحركي، فإذا كان الطفل لا يحاول الوقوف أو لا يستخدم ساقيه في الحركات، قد يشير ذلك إلى حاجة تقييم طبي للتأكد من عدم وجود مشكلة في العضلات أو الأعصاب. تذكري أن كل طفل يتطور بطريقته الخاصة، ولكن المتابعة المبكرة تساعد على التدخل في الوقت المناسب عند الحاجة.
أسباب شائعة لتأخر المشي عند الأطفال الأصحاء
ليس كل تأخر في المشي يعني وجود مشكلة صحية، فقد تعود الأسباب إلى عوامل بسيطة وطبيعية. من أبرز هذه الأسباب الاستعداد الجيني، إذ يميل الأطفال في بعض العائلات إلى المشي متأخرًا مقارنة بغيرهم. كما أن وزن الطفل الزائد نسبيًا قد يجعله يحتاج وقتًا أطول لتطوير توازنه. كذلك، قد يؤثر نقص النشاط البدني على سرعة اكتساب مهارات المشي، خصوصًا إذا كان الطفل يقضي وقتًا طويلًا في الكرسي أو العربة. أحيانًا يفضل الطفل الزحف أو التمسك بالأثاث بدلًا من المشي الحر لفترة أطول. أيضًا، إذا كان الطفل قد تعرض لولادة مبكرة، فقد يتأخر قليلًا في بعض المهارات الحركية. ورغم أن هذه الأسباب غالبًا طبيعية، إلا أنه من المهم مراقبة الطفل والتأكد من عدم وجود أعراض أخرى مصاحبة.
مؤشرات تدعو للقلق وتستدعي تقييمًا طبيًا
هناك بعض العلامات التي تستوجب مراجعة طبيب الأطفال إذا لاحظتها الأم، خاصة بعد بلوغ الطفل 18 شهرًا. من أبرز هذه المؤشرات عدم قدرة الطفل على الوقوف دون دعم، أو عدم محاولته المشي حتى بمساعدة، أو وجود تيبس أو ضعف ملحوظ في العضلات. كذلك، إذا كان الطفل لا يزحف أو لا يستخدم ساقيه بالتساوي، فقد يشير ذلك إلى مشكلة في الأعصاب أو العضلات. أيضًا، يجب الانتباه إذا كان تأخر المشي مصحوبًا بتأخر في مهارات أخرى مثل الكلام أو التفاعل الاجتماعي، إذ قد يكون جزءًا من تأخر نمائي شامل. في هذه الحالة، الفحص الطبي المبكر ضروري لتحديد السبب ووضع خطة علاج أو دعم مناسبة. الاكتشاف المبكر لأي مشكلة يزيد من فرص التدخل الناجح وتحقيق تقدم ملحوظ.تأخر المشي
دور الفحص الطبي المبكر في تحديد السبب
يُعد الفحص الطبي المبكر من أهم الخطوات عند ملاحظة تأخر المشي حتى 18 شهرًا، حيث يساعد على تحديد السبب بدقة ووضع خطة علاج مناسبة. يبدأ الطبيب بجمع التاريخ الطبي الكامل للطفل، بما في ذلك الحمل، الولادة، وأي مشاكل صحية سابقة. بعد ذلك، يتم فحص العضلات والمفاصل والجهاز العصبي للتأكد من سلامتها. قد يُوصي الطبيب بإجراء تحاليل الدم للكشف عن نقص فيتامين D أو الكالسيوم، أو إجراء تصوير بالأشعة إذا كانت هناك شكوك حول مشاكل العظام أو العمود الفقري. الاكتشاف المبكر لأي مشكلة يسمح بالتدخل الفوري، مما يزيد من فرص الطفل في تحقيق التطور الحركي الطبيعي وبدء المشي في الوقت المناسب فما هي عوامل هل تأخر المشي حتى 18 شهرًا يحتاج تقييمًا؟.تأخر المشي
تأثير العوامل الوراثية والبيئية على بدء المشي
هناك العديد من العوامل الوراثية والبيئية التي يمكن أن تؤثر على موعد بدء المشي لدى الطفل. بعض الأطفال قد يتأخرون في المشي بسبب تاريخ عائلي مشابه، حيث يكون هذا النمط طبيعيًا في العائلة. من الناحية البيئية، قد يؤدي قلة الحركة أو الاعتماد الزائد على المشايات وعربات الأطفال إلى تأخير تقوية العضلات المسؤولة عن المشي. كذلك، سوء التغذية أو نقص الفيتامينات والمعادن الضرورية قد يبطئ تطور المهارات الحركية. البيئة المحفزة التي توفر وقتًا كافيًا للعب على الأرض والتفاعل مع الأهل، مع تغذية متوازنة، تساهم في تسريع خطوات الطفل نحو المشي. الجمع بين الرعاية الجسدية والنفسية يمثل مفتاحًا لتطور طبيعي وسليم.
العلاقة بين التطور الحركي والنمو العقلي للطفل
يرتبط التطور الحركي ارتباطًا وثيقًا بـ النمو العقلي والمعرفي للطفل، حيث أن المشي لا يقتصر على كونه مهارة جسدية، بل هو خطوة مهمة نحو اكتشاف العالم وتعلم مهارات جديدة. عندما يبدأ الطفل بالمشي، يصبح أكثر قدرة على التفاعل مع بيئته، مما يحفز الفضول والاستكشاف. هذا النشاط يساعد في تطوير التنسيق بين العين واليد، وتحسين القدرة على حل المشكلات. في المقابل، أي تأخر في المشي قد يؤثر على فرص الطفل في خوض تجارب تعليمية وحسية جديدة. لذلك، دعم التطور الحركي من خلال التغذية السليمة، والتحفيز المستمر، والمتابعة الطبية، يسهم بشكل مباشر في تعزيز النمو العقلي والاجتماعي للطفل.
تمارين وأنشطة تساعد في تحفيز الطفل على المشي
تُعد التمارين والأنشطة التحفيزية من الوسائل الفعّالة لتشجيع الطفل على البدء في المشي. يمكن للأهل تخصيص وقت يومي للعب على الأرض، حيث تساعد الألعاب التي تتطلب الزحف أو الوقوف على تقوية عضلات الساقين وتحسين التوازن. من الطرق الفعالة أيضًا تشجيع الطفل على الإمساك بالأثاث أو يد الوالدين أثناء اتخاذ خطوات قصيرة، وهي طريقة آمنة لزيادة ثقته بنفسه. يمكن استخدام ألعاب الدفع والسحب المصممة للأطفال لدعم قدرتهم على المشي المستقل. تهيئة بيئة منزلية آمنة وخالية من العوائق ضروري لنجاح هذه المرحلة. التحفيز المستمر والمكافآت الإيجابية يعززان التطور الحركي ويجعلان تجربة المشي ممتعة وشيقة للطفل.
متى يكون تأخر المشي أمرًا طبيعيًا ولا يستدعي القلق؟
ليس كل تأخر في المشي حتى 18 شهرًا علامة على مشكلة، ففي بعض الحالات قد يكون الأمر ضمن النطاق الطبيعي لنمو الطفل. إذا كان الطفل يحقق مهارات حركية أخرى مثل الزحف، الجلوس بدون دعم، والوقوف بمساعدة، فقد لا يكون هناك سبب للقلق. بعض الأطفال يتأخرون ببساطة بسبب اختلافات فردية أو عوامل وراثية. كما أن الأطفال الذين يركزون على تطوير مهارات أخرى مثل الكلام أو المهارات اليدوية قد يبدؤون المشي لاحقًا. من المهم متابعة التطور العام للطفل، وعدم المقارنة الصارمة مع أقرانه، مع الاستمرار في توفير بيئة داعمة ومحفزة للنمو الحركي.
قد يهمك : الرضيع في الشهر الثالث
الأمراض أو الحالات الطبية المرتبطة بتأخر المشي
قد يكون تأخر المشي عند الأطفال ناتجًا عن حالات طبية معينة تؤثر على الجهاز العصبي أو العضلي. من أبرز هذه الحالات الشلل الدماغي، ضمور العضلات، مشاكل العظام، أو أمراض الغدة الدرقية. كما يمكن أن يؤدي نقص فيتامين D والكالسيوم إلى ضعف العظام وتأخير اكتساب مهارة المشي. بعض الإصابات أثناء الولادة أو الالتهابات الشديدة قد تترك أثرًا على التطور الحركي. التشخيص المبكر من خلال الفحص الطبي الشامل يساعد على بدء العلاج المناسب أو برامج التأهيل الطبيعي التي تعزز فرص الطفل في اللحاق بمراحل النمو الطبيعية.
نصائح للأهل لدعم الطفل خلال مرحلة تعلم المشي
دعم الطفل في مرحلة تعلم المشي يتطلب مزيجًا من الصبر والتحفيز. يُنصح بتوفير بيئة آمنة، مع إزالة أي قطع أثاث أو أدوات قد تسبب السقوط. تشجيع الطفل على اللعب بدون حذاء في المنزل يساعده على تحسين التوازن وتقوية القدمين. من المهم منح الطفل وقتًا كافيًا للحركة الحرة بعيدًا عن المقاعد والمشايات لفترات طويلة. المكافآت المعنوية مثل التصفيق والابتسامات تشجع الطفل على تكرار المحاولات. كما يجب التأكد من حصوله على تغذية غنية بالفيتامينات والمعادن لدعم نمو العظام والعضلات. التفاعل الإيجابي والاحتفال بالإنجازات الصغيرة يجعل رحلة المشي مليئة بالثقة والمتعة هل تأخر المشي حتى 18 شهرًا يحتاج تقييمًا؟.
متى نقول عن الطفل أنه تأخر في المشي؟
يُعتبر الطفل متأخرًا في المشي إذا لم يبدأ بمحاولة المشي المستقل بعد عمر 18 شهرًا، خاصة إذا كان لا يستطيع الوقوف دون دعم أو التنقل بالمشي على الأثاث.
هل من الطبيعي أن لا يقف الطفل أو يمشي في عمر 18 شهرًا؟
في بعض الحالات، قد يكون تأخر المشي حتى عمر 18 شهرًا ضمن النطاق الطبيعي، خاصة إذا كان الطفل يتمتع بتطور حركي آخر جيد مثل الحبو والزحف والجلوس، مع غياب أي علامات مرضية. لكن المتابعة مع الطبيب تبقى مهمة.
متى يجب أن نقلق بشأن عدم قدرة الطفل على المشي؟
يجب القلق وطلب التقييم الطبي الفوري إذا كان الطفل لا يستطيع الوقوف بدعم، أو يعاني ضعفًا واضحًا في العضلات، أو فقد مهارات كان قد اكتسبها سابقًا، أو ظهرت عليه علامات تأخر في التطور العقلي أو الحركي.تأخر المشي
ما هي أسباب تأخر مشي الطفل بعد عمر السنتين؟
الأسباب تشمل العوامل الوراثية، نقص التغذية، ضعف العضلات أو مشاكل العظام، اضطرابات الجهاز العصبي، أو أمراض مثل الشلل الدماغي، إضافة إلى بعض المشاكل الحسية أو التأخر العقلي.تأخر المشي
تعليق واحد