رعاية الطفل الخدج في المنزل يحتاج الطفل الخديج (المولود قبل الأسبوع 37 من الحمل) إلى رعاية خاصة تختلف عن رعاية الأطفال مكتملين النمو، لأن أعضاءه الحيوية — مثل الرئتين والجهاز العصبي — لم يكتمل نموها بعد. ولذلك يشعر الوالدان بالقلق عند استلام طفلهما من الحاضنة والبدء في رعاية الطفل الخديج في المنزل لأول مرة.
في هذا الدليل العملي، ستتعرف على أهم خطوات العناية بالطفل الخديج في المنزل، وكيفية متابعة نموه وتغذيته، إضافة إلى العلامات التي تستدعي مراجعة الطبيب فورًا لضمان سلامته.

1. فهم احتياجات الطفل الخديج: لماذا تختلف رعايته؟
يكون الطفل الخديج أصغر حجمًا، أضعف مناعة، وأقل قدرة على تنظيم حرارة جسمه مقارنة بالمولود الطبيعي، لهذا فهو يحتاج إلى بيئة منزلية آمنة وداعمة تساعده على:
-
اكتساب الوزن تدريجيًا
-
تطوير قدرته على الرضاعة
-
تحسين التنفس والنوم
-
تقوية جهاز المناعة
-
متابعة النمو العصبي والحركي
معرفة هذه الاحتياجات تساعد الوالدين على تقديم أفضل رعاية للطفل الخديج في المنزل.
2. الحفاظ على درجة حرارة مناسبة للطفل الخديج
يواجه الطفل الخديج صعوبة في التحكم بحرارة جسمه، لذلك يجب:
-
ضبط حرارة الغرفة بين 22–24 درجة
-
استخدام ملابس قطنية خفيفة مع قبعة وجوارب
-
تجنب المبالغة في التدفئة
-
المراقبة باللمس باستمرار (لا يجب أن يكون الطفل باردًا أو متعرقًا)
البيئة الحرارية المناسبة تساعد على استقرار التنفس وتقليل استهلاك الطاقة، مما يساهم في النمو السليم للأطفال الخدج.
3. التغذية الصحية للطفل الخديج: حجر الأساس للنمو
عادة ما يُعد حليب الأم أفضل غذاء للطفل الخديج بسبب سهولة هضمه واحتوائه على الأجسام المضادة.
أفضل طرق تغذية الطفل الخديج تشمل:
-
الرضاعة الطبيعية مباشرة إن أمكن
-
شفط الحليب وتقديمه بالسرنجة أو الببرونة
-
استخدام حليب خاص للخدج إذا أوصى الطبيب
-
تقديم وجبات صغيرة ومتقاربة كل 2–3 ساعات
علامات حصول الطفل الخديج على كمية كافية من الحليب:
-
زيادة تدريجية في الوزن
-
بلل الحفاض 6–8 مرات يوميًا
-
الطفل يبدو هادئًا بعد الرضعة
التغذية هي المفتاح الأساسي في العناية بالطفل الخديج في المنزل.
4. النوم عند الطفل الخديج: كم يحتاج من الساعات؟
يحتاج الطفل الخديج إلى 16–20 ساعة من النوم يوميًا، لكن نومه يكون متقطعًا وغير منتظم.
نصائح لتنظيم نوم الطفل الخديج:
-
وضعه على ظهره أثناء النوم
-
تجنب الوسائد والألعاب في السرير
-
تثبيت وقت الإضاءة ليلاً ونهارًا
-
حمله بطريقة “الكنغر” لتهدئته
وضعية النوم الصحيحة تقلل خطر متلازمة موت المهد لطفل الخديج.
5. حماية الطفل الخديج من العدوى
نظرًا لضعف مناعته، يجب اتباع قواعد صارمة لمنع انتقال العدوى:
-
غسل اليدين قبل حمل الطفل
-
منع الزيارات الكثيرة خلال الأشهر الأولى
-
تعقيم الأدوات والرضّاعات
-
تجنب الأماكن المزدحمة
-
أخذ الطفل للقاحات في مواعيدها بدقة
هذه الخطوات أساسية في العناية بالطفل الخديج في المنزل وحمايته من الأمراض.

6. متابعة النمو البدني والعقلي للطفل الخديج
يتم تقييم النمو حسب “العمر المصحح”، وليس العمر الحقيقي.
مجالات المتابعة الأساسية تشمل:
-
الوزن والطول ومحيط الرأس
-
تطور الحركة: رفع الرأس، التقلب، الجلوس
-
التطور البصري والسمعي
-
الاستجابة للمحفزات
وفي حال لاحظ الطبيب أي تأخر، يتم إحالة الطفل إلى برامج دعم النمو.
اقرا ايضاً : نصائح مفيدة حول الأطفال الرضع من عمر 1 إلى 6 أشهر
7. العناية بالحبل السري والجلد
يكون جلد الطفل الخديج حساسًا للغاية.
الخطوات الأساسية:
-
تنظيف السرة بالكحول الطبي حسب توجيه الطبيب
-
استخدام مرطبات لطيفة خالية من العطور
-
تغيير الحفاض فورًا لمنع الالتهابات
-
تجنب الاستحمام اليومي في الأسابيع الأولى
العناية الصحيحة تمنع الالتهابات الجلدية والمضاعفات.
8. طريقة حمل الطفل الخديج واللمس العلاجي
اللمس العلاجي (Skin to skin) ضروري لنمو الجهاز العصبي.
الفوائد:
-
تحسين التنفس
-
تعزيز الترابط العاطفي
-
تنظيم نبضات القلب
-
تقليل التوتر والبكاء
يمكن حمل الطفل بطريقة الكنغر لمدة 1–2 ساعة يوميًا.
9. التطعيمات والمتابعة الطبية المنتظمة
لا بد من الالتزام بجدول الزيارات الطبية بما فيها:
-
قياس النمو
-
متابعة السمع والبصر
-
تقييم التنفس
-
إعطاء اللقاحات في موعدها
-
فحص فقر الدم ونقص الفيتامينات
المتابعة الدقيقة جزء أساسي من رعاية الطفل الخديج.
10. العلامات التي تستدعي مراجعة الطبيب فورًا
يجب التوجه للطبيب مباشرة عند ملاحظة:
-
صعوبة في التنفس أو تنفس سريع
-
ازرقاق الشفاه
-
حرارة مرتفعة أو انخفاض شديد في الحرارة
-
ضعف الرضاعة أو توقف الطفل عن الأكل
-
جفاف وقلة تبول
-
قيء متكرر أو إسهال
-
خمول غير معتاد
-
تشنجات أو حركات غير طبيعية
لا يجب تأجيل هذه العلامات لدى الطفل الخديج.
11. دعم الوالدين نفسيًا: جزء مهم من الرعاية
رعاية طفل خديج قد تكون مرهقة وعاطفية للغاية، لذلك يحتاج الوالدان إلى:
-
مشاركة المهام بينهما
-
طلب المساعدة من الأسرة عند الحاجة
-
التواصل المستمر مع الطبيب
-
حضور جلسات استشارة إذا لزم الأمر
كلما كان الوالدان أكثر اطمئنانًا، انعكس ذلك إيجابًا على الطفل.
خلاصة
رعاية الطفل الخديج في المنزل مسؤولية كبيرة لكنها ممكنة مع المعرفة الصحيحة. تنظيم الحرارة، التغذية السليمة، الوقاية من العدوى، المتابعة الطبية الدورية، والاهتمام بنمو الطفل كلها عوامل أساسية لضمان انتقاله تدريجيًا إلى مرحلة نمو طبيعية وصحية.
