الفرق بين حركة الجنين الذكر والأنثى علميًا

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

يُعد الفرق بين حركة الجنين الذكر والأنثى علميًا من أكثر المواضيع التي تثير فضول الأمهات خلال الحمل، خاصة مع بداية الشعور بـ حركة الجنين في الرحم خلال الشهر الرابع أو الخامس. فالكثير من النساء يربطن بين قوة حركة الجنين ونوعه، معتقدات أن الجنين الذكر يتحرك أسرع وبشكل أقوى من الجنين الأنثى.

لكن من الناحية العلمية، تختلف حركة الجنين في الرحم تبعًا لعدة عوامل بيولوجية وفسيولوجية، مثل نمو الجهاز العصبي، ومستوى الهرمونات، وكمية الأوكسجين الواصلة للجنين، إضافةً إلى تغذية الأم وحالتها النفسية.
تبدأ حركة الجنين في الشهر الخامس في الغالب بشكل واضح يمكن للأم ملاحظته، ومع ذلك لا يمكن اعتبار نمط الحركة مؤشرًا دقيقًا على نوع الجنين.

في هذا المقال سنتناول الفروق العلمية الحقيقية بين حركة الجنين الذكر والأنثى، ونوضّح ما هو مدعوم بالأبحاث وما هو مجرد معتقد شائع، لمساعدة كل أم على فهم نشاط جنينها بطريقة آمنة وصحيحة.

الفرق بين حركة الجنين الذكر والأنثى علميًا
الفرق بين حركة الجنين الذكر والأنثى علميًا

أولاً: كيف تتكوّن حركة الجنين داخل الرحم؟

تبدأ حركة الجنين داخل الرحم منذ الأسبوع السابع تقريبًا من الحمل، لكن لا تشعر بها الأم في هذه المرحلة لأن الحركات تكون دقيقة جدًا وغير محسوسة. مع تطور الجهاز العصبي والعضلات، تبدأ الإشارات العصبية في تنشيط الحركات التلقائية الصغيرة مثل التمدد أو الانثناء. ومع دخول الثلث الثاني من الحمل، تصبح حركات الجنين أكثر وضوحًا وتنظيمًا، حيث يبدأ في تحريك اليدين والرجلين وبلع السائل الأمنيوسي.
عادةً تشعر الحامل بـ حركة الجنين لأول مرة بين الأسبوعين 16 و22، وغالبًا ما توصف بأنها “رفرفة” خفيفة في أسفل البطن. هذه الحركات دليل مهم على نمو الجنين الطبيعي وصحة الجهاز العصبي. ومع مرور الوقت، تزداد قوة الحركة وتكرارها حتى تصبح واضحة جدًا في الأشهر الأخيرة من الحمل.

ثانيًا: العوامل العلمية التي تحدد نشاط الجنين

يتأثر نشاط الجنين في الرحم بعدة عوامل علمية معقدة، تشمل الهرمونات، الجينات، ونمو الجهاز العصبي. فمثلاً، تلعب الهرمونات الذكرية مثل التستوستيرون دورًا في زيادة النشاط الحركي لدى الأجنة الذكور مقارنة بالإناث، وفق بعض الدراسات. كما أن الجينات الوراثية قد تحدد سرعة تطور العضلات ومدى حساسيتها للمنبهات.
تؤثر أيضًا تغذية الأم ومستوى الأوكسجين في الدم على حركة الجنين، إذ يزداد النشاط عندما تحصل الأم على غذاء متوازن وأكسجين كافٍ. كما يمكن للعوامل الخارجية مثل الحالة النفسية للأم، ومستوى السكر في الدم، ووضعية الجسم أن تؤثر في حركة الجنين.
بالتالي، فإن الفرق بين حركة الجنين الذكر والأنثى لا يعتمد على النوع فقط، بل يتأثر بمجموعة من المتغيرات الفسيولوجية والبيئية المتداخلة.

ثالثًا: الفرق بين حركة الجنين الذكر والأنثى من منظور علمي

من المعتقدات الشائعة أن حركة الجنين الذكر أقوى وأبكر من حركة الأنثى، لكن الأبحاث العلمية تشير إلى أن هذا الفرق ليس ثابتًا أو دقيقًا من الناحية الطبية. بعض الدراسات وجدت أن الأجنة الذكور قد يظهرون نشاطًا بدنيًا أعلى قليلًا بسبب تأثير الهرمونات الذكرية المبكرة، بينما تُظهر الأجنة الإناث حركات أكثر نعومة وتكرارًا.
ومع ذلك، تختلف حركة الجنين من حملٍ لآخر حتى لدى الأم نفسها، لذلك لا يمكن الاعتماد على الحركة لتحديد النوع.
الاختلاف في الإحساس بالحركة بين الأجنة يمكن أن ينتج عن وضع الجنين داخل الرحم أو كمية السائل الأمنيوسي أو موقع المشيمة. لذا، فإن معرفة نوع الجنين من الحركة فقط تبقى تخمينًا غير علمي، بينما يبقى السونار الوسيلة الأدق للتحديد.

قد يهمك : نسبة الشفاء من الحمل العنقودي

رابعًا: العلامات الشائعة بين الأمهات… بين الحقيقة والعلم

تنتشر بين الأمهات خرافات كثيرة حول الفرق بين حركة الجنين الذكر والأنثى، مثل أن الذكر يتحرك في الجهة اليمنى أو أن حركته عنيفة وسريعة، بينما الأنثى تتحرك بخفة في الجهة اليسرى. علميًا، لا يوجد دليل يثبت صحة هذه المعتقدات.
تشير الأبحاث إلى أن عدد الركلات واتجاهها لا يرتبط بنوع الجنين، بل بعوامل مثل وضع الجنين داخل الرحم وموقع المشيمة ووزن الأم. كما أن نشاط الجنين قد يختلف خلال اليوم بحسب مستوى سكر الدم أو نوم الأم.
لذلك يؤكد الأطباء أن الاعتماد على حركة الجنين لتحديد النوع غير دقيق، وأن الطريقة العلمية الوحيدة هي الفحص بالموجات فوق الصوتية (السونار) أو التحاليل الجينية. فهم هذه الحقائق يساعد الأمهات على التركيز على صحة الجنين ونشاطه الطبيعي بدلًا من التنبؤ بنوعه.

الفرق بين حركة الجنين الذكر والأنثى علميًا
الفرق بين حركة الجنين الذكر والأنثى علميًا

خامسًا: متى تستدعي حركة الجنين القلق؟

رغم أن تقلّب حركة الجنين أمر طبيعي في الحمل، إلا أن قلة الحركة أو توقفها تمامًا قد تكون علامة تحذيرية تستدعي المتابعة الطبية. عادة، يبدأ الجنين بالتحرك بانتظام بعد الأسبوع العشرين، وإذا لاحظت الأم انخفاض عدد الركلات بشكل واضح، يُنصح بمراجعة الطبيب فورًا.
قد يكون السبب قلة الأوكسجين أو ضعف نمو الجنين داخل الرحم، وأحيانًا يرتبط بتغيرات طبيعية في نوم الجنين.
من المهم التمييز بين بطء الحركة لأسباب طبيعية مثل راحة الجنين، وبين البطء الناتج عن مشكلة في المشيمة أو الحبل السري.
يستخدم الأطباء السونار أو اختبار نبض الجنين (NST) للتأكد من سلامة الجنين.
تذكّري أن نشاط الجنين هو المؤشر الأهم على صحته، وليس عدد الحركات فقط.

سادسًا: كيف تساعدين على تحفيز حركة الجنين بأمان؟

يمكن للأم تعزيز حركة الجنين في الرحم بطرق بسيطة وآمنة. من أهمها تناول وجبات متوازنة تحتوي على سكريات طبيعية مثل الفواكه، إذ تزوّد الجنين بالطاقة وتزيد من نشاطه.
كما يُنصح بشرب الماء والسوائل بانتظام لتجنب الجفاف الذي قد يقلل من الحركة.
الراحة أيضًا ضرورية؛ فجلوس الأم أو استلقاؤها على الجانب الأيسر يساعد على تحسين تدفق الدم للمشيمة، مما يعزز حركة الجنين.
يمكن تحفيز الجنين أيضًا بالتحدث إليه أو وضع اليد على البطن، حيث يتفاعل مع الأصوات واللمس في مراحل متقدمة من الحمل.
وينصح الأطباء بمتابعة سجل حركات الجنين يوميًا لمراقبة نشاطه. هذه الخطوات البسيطة تمنح الأم الطمأنينة وتساعد على اكتشاف أي تغير مبكر في سلوك الجنين.

الفرق بين حركة الجنين الذكر والأنثى علميًا

‫0 تعليق

اترك تعليقاً