تستغرق فترة النفاس بعد الولادة القيصرية أوقاتًا مختلفة لكل إمرأة، وتبقى الفترة مفتوحة لمدة 40 يوما، والأمراض التي تحدث أثناء الولادة والنفاس يمكن أن تكون مهددة للحياة، ويحدث ما يسمى النفاس المبكر في أول 24 ساعة بعد الولادة حتى الأسبوع الأول، والنفاس المتأخر يمثل الوقت المتبقي.
ما الذي يحدث أثناء فترة النفاس بعد الولادة القيصرية؟
التغيير الأول الذي يمكن ملاحظته بعد الولادة في فترة النفاس بعد الولادة القيصرية هو عودة الرحم إلى حالته الأصلية، يحدث “ارتداد الرحم” وهو الاسم الذي يطلق على عودة الرحم إلى حالته السابقة قبل الحمل والولادة، في أثناء الحمل، ينمو الرحم حوالي 20 مرة أكبر من حجمه الطبيعي، لكنه يبدأ في الانكماش بسرعة بعد ولادة الطفل مباشرة، ينخفض إلى الحجم الذي كان عليه في حوالي 20 أسبوعًا من بعد الولادة، وفي هذه المرحلة، يبلغ وزنه حوالي 1 كجم.
في نهاية الأسبوع الأول من فترة النفاس بعد الولادة القيصرية، يكون حجم الرحم، بحجم ما قبل الحمل في نهاية 6 أسابيع، المرأة ليس لديها عضو ثان في جسمها ينمو وزنه وحجمه كثيرًا ثم يتقلص غير الرحم ولا تزال ميزة الرحم هذه تفاجئ العالم العلمي حتى اليوم، ولا تزال غير مفسرة علميًا بشكل كامل، وتكون قوة تقلصات الرحم بعد الولادة مباشرة أكبر بكثير منها أثناء فترة النفاس بعد الولادة القيصرية وتسمى “الآلام اللاحقة” وقد تستمر هذه الآلام لمدة يومين أو ثلاثة أيام، وتتركز شدتها في أول 12 ساعة، وبعد هذه الساعات تنخفض حدتها تدريجيًا.
أثناء الرضاعة الطبيعية في فترة النفاس بعد الولادة القيصرية، قد تشعر المرأة بألم في الفخذ والبطن نتيجة تقلص الرحم بسبب هرمون “الأوكسيتوسين” الذي يفرز من الدماغ مباشرة بعد انفصال المشيمة عند الولادة، حيث تنكمش المنطقة التي تعلق فيها المشيمة بالرحم بمقدار النصف وبفضل هذا الانكماش، يتم إغلاق نهايات الأوعية المكشوفة ويقل النزيف بشكل تدريجي، بينما يستغرق الأمر 3 أسابيع حتى تعود طبقة الغشاء المسماة “بطانة الرحم”، والتي تغطي داخل الرحم، إلى وضعها الطبيعي، والمنطقة التي توضع فيها المشيمة تلتئم في غضون 6 أسابيع، ولكن في الحالات التي لا يكتمل فيها الشفاء، قد يحدث نزيف.
الإفرازات المهبلية القادمة من الرحم بعد الولادة، يُطلق عليها اسم (Lochia) وهو أول دم أحمر طازج، ويحتوي هذا السائل على جزيئات الدم والأنسجة وفي غضون أيام قليلة، تنخفض الكمية، ويصبح لونها أفتح، وبعد الأسبوع الثاني في فترة النفاس بعد الولادة القيصرية تبدأ الإفرازات ذات اللون الأغمق في الظهور وبعد حوالي 4 أسابيع من الولادة، تتوقف كل هذه الإفرازات المهبلية، ومن الضروري معرفة أنها بيئة مناسبة جدًا للعدوى لذلك، ينبغي إيلاء اهتمام كبير للنظافة، والعناية المركزة بهذه المنطقة.
في فترة النفاس بعد الولادة القيصرية تنخفض فتحة عنق الرحم، التي تنفتح بمقدار 10 سم أثناء الولادة وتكون رقيقة تمامًا تشبه الورق، إلى حوالي 1 سم في نهاية الأسبوع الأول ولا يكون عنق الرحم مستديرًا ولكنه يكون مسطح، ويستغرق شفاء عنق الرحم تمامًا 6 أسابيع أخرى، ويبدأ النسيج المهبلي، الذي يتوتر ويشد كثيرًا أثناء الولادة، في التعافي ببطء ويأخذ شكله النهائي في نهاية الثلاث أسابيع الأخيرة من فترة النفاس بعد الولادة القيصرية.
ربما تفيدك قراءة| حقن الرئة هل مفيده للجنين
ما هي التغيرات التي تطرأ على جسم المرأة في فترة النفاس بعد الولادة القيصرية؟
عضلات البطن وعضلات الحوض، التي تتمدد وتمتد طوال فترة الحمل، تتعافى بعد 6 أسابيع ويوصى بممارسة الرياضة بعد هذه الفترة، والتغييرات في العمليات الفسيولوجية الأخرى مثل الدورة الدموية والإفراز والغدد الصماء تعود أيضًا إلى طبيعتها في نهاية 6 أسابيع من هذه الفترة.
يمكن أن تحدث مشاكل خطيرة ومفاجئة بعد الولادة مباشرة لذلك، يجب أن تبقى السيدة النفساء تحت الملاحظة لمدة 24 ساعة على الأقل، كما يجب إجراء قياسات ضغط الدم على فترات متكررة ويجب التحكم في النزيف، حيث يعتبر النزيف من أهم مضاعفات النفاس المبكر، ويعتبر النزيف أكثر من 500 ملليلتر بعد الولادة أمرًا غير طبيعي، وهو أهم وأخطر سبب لعدم قدرة الرحم على الانقباض بعد الولادة وبالتالي عدم القدرة على إغلاق الأوردة المكشوفة، إنها حالة خطرة للغاية وتهدد الحياة وتتميز بالنزيف المفرط في وقت قصير جدًا.
إذا تطور الوهن ولم تكن هناك تدخلات علاجية أو جراحية طارئة، فقد تموت الأم خاصة في الولادات التي لا يتم إجراؤها في البيئات المناسبة، وفي العلاج، أولاً، يتم تدليك الرحم باليد ويتم إعطاء الأدوية التي توفر تقلص الرحم عن طريق الوريد، وإذا لم ينجح العلاج، فقد تكون هناك حاجة لعملية طارئة.
حدوث الانصمام في فترة النفاس بعد الولادة القيصيرية هي حالة أخرى تهدد حياة الأم وهي عبارة عن انسداد السائل الأمنيوسي، حيث يمر السائل الأمنيوسي للطفل من مجرى دم الأم، مما يتسبب في احتقان الأوعية الدموية المؤدية إلى أعضاء مثل الرئتين والدماغ، والأم تموت في وقت قصير جدا، ولسوء الحظ، التشخيص والعلاج صعبان للغاية في هذه الحالة وهو السبب الأكثر أهمية لوفاة الأمهات في طب التوليد الحديث.
الالتهابات المسماة “حمى النفاس” هي حالة تحدث بعد الـ 24 ساعة الأولى بعد الولادة في بداية فترة النفاس بعد الولادة القيصرية وتتطور مع الارتفاع في درجات الحرارة، والأسباب الأكثر شيوعًا لحدوثهل هي التهابات الجهاز التناسلي والمسالك البولية والثدي، كما تزيد حالات مثل إطالة المخاض وفتح الأغشية المبكر من خطر الإصابة بالعدوى، والعدوى الأكثر شيوعًا هي التهاب بطانة الرحم والتي تحدث عادة في اليوم الثالث من فترة النفاس بعد الولادة القيصرية ويمكن أن ترتفع درجة الحرارة إلى 40 درجة، وعند الفحص، يكون الرحم مؤلمًا للغاية، وإذا انتشرت العدوى عن طريق الدم، فهي مهددة للحياة.
ما هي الإجراءات الوقائية اللازم اتباعها في فترة النفاس؟
يمكنك اتباع بعض النصائح في هذه الفترة الحساسة حتى تمر بسلام ومنها:-
- احرصي على إبقاء المهبل جافًا قدر الإمكان، وغيري الفوط الصحية بشكل متكرر.
- تحققي من حالات النزيف مع الإفرازات المهبلية من وقت لآخر.
- استشيري طبيبك إذا شعرت بألم أو تقلص مفرط في هذه المنطقة.
- بعد استخدام المرحاض، يفضل استخدام محلول مطهر (مثل السالون أو المحاليل المعالجة باليود) لمدة دقيقتين على الأقل.
- احرصي على القيام بالتنظيف من الأمام إلى الخلف وليس من الخلف إلى الأمام، لتمنعي تلوث هذه المنطقة بالبراز.
- احتفظي بما يكفي من الفوط الصحية ومواد التنظيف ومسكنات الألم في منزلك.
- يمكن أن تقلل “كتل الثلج” المطبقة على هذه المنطقة الألم الناتج عن الوذمة أو الأورام الدموية الصغيرة.
- لتحضير قوالب الثلج، يتم سكب الماء في قفاز ويتم تجميده في قسم الفريزر بالثلاجة، ثم يتم لف هذه القوالب بقطعة قماش ناعمة وتوضع على المنطقة التناسلية، ويوصى بالتطبيق لمدة 20 دقيقة كل 48 ساعة.
- لا يُنصح باستخدام حمامات الماء الدافئ أو الساخن للمهبل.
- اتصل بطبيبك على الفور إذا كان نزيفك مفرطًا، أو إذا تبللت أكثر من فوطة واحدة في ساعتين، أو إذا تحول نزيفك إلى اللون الأحمر، أو إذا كانت لديك رائحة كريهة، أو إذا كنت تعاني من الحمى، أو إذا كنت تعاني من الم في البطن.
- يجب على الأم التي تعود إلى المنزل بعد الولادة أن تستريح قدر الإمكان.
ربما تفيدك قراءة| ما هي فوائد البنجر للحامل؟
في فترة النفاس بعد القيصرية تعود الأعضاء التناسلية إلى طبيعتها في غضون 6 أسابيع ومعظم الأمهات اللواتي لا يرضعن، قد يبدأ لديهن الحيض في نهاية هذه الفترة، أما بالنسبة للنساء المرضعات، قد تستغرق الدورة الشهرية ما يصل إلى 6 أشهر للعودة إلى طبيعتها، أو حتى لفترة أطول قليلاً.