هل تساءلتِ يومًا هل النوم على الظهر خطر على الحامل؟ مع تقدّم الحمل وتغيّر شكل الجسم، تبدأ كثير من الأمهات بالبحث عن أفضل وضعيات النوم للحامل التي تضمن الراحة والأمان للجنين. في الواقع، يختلف تأثير النوم على الظهر أثناء الحمل باختلاف مراحل الحمل وحالة الأم الصحية. فبينما يبدو مريحًا في الأشهر الأولى، قد يُصبح أكثر خطرًا في المراحل المتقدمة، حيث يزداد ضغط الرحم على الأوعية الدموية التي تغذي القلب والجنين.
هذا الضغط قد يؤدي إلى انخفاض تدفق الدم، ما يسبب دوخة أو ضيق تنفس أو حتى نقص الأوكسجين للجنين في بعض الحالات. لذلك، يُنصح دائمًا بالبحث عن وضعيات النوم الآمنة للحامل التي تحافظ على الدورة الدموية وتخفف آلام الظهر. في هذا المقال، نستعرض بالتفصيل خطر النوم على الظهر للحامل، وأفضل البدائل الصحية، إلى جانب نصائح الأطباء وتجارب الأمهات للحصول على نوم مريح وآمن طوال فترة الحمل.

أولاً: هل النوم على الظهر خطر على الحامل فعلاً؟
عندما تستلقي الحامل على ظهرها، خاصة بعد الشهر الرابع، يبدأ الرحم المتضخم بالضغط على الأوعية الدموية الرئيسية مثل الوريد الأجوف السفلي الذي يعيد الدم من الجزء السفلي من الجسم إلى القلب. هذا الضغط قد يؤدي إلى انخفاض تدفق الدم إلى الجنين والرحم، مما يقلل من إمدادات الأوكسجين والغذاء الضرورية لنمو الجنين. كما قد تشعر الأم بـ الدوخة، الغثيان، أو ضيق التنفس نتيجة قلة عودة الدم إلى القلب. لذلك يُعتبر النوم على الظهر أثناء الحمل في المراحل المتقدمة وضعية غير آمنة في معظم الحالات. يبدأ هذا الخطر عادةً بالظهور من الثلث الثاني للحمل، عندما يكبر حجم الرحم ويزيد الضغط الداخلي. لذا يُنصح بتجنب هذه الوضعية واستبدالها بـ النوم على الجانب الأيسر الذي يعزز تدفق الدم ويساعد على راحة الأم والجنين.
ثانيًا: الأسباب الطبية وراء خطورة النوم على الظهر أثناء الحمل
تُظهر الأبحاث أن النوم على الظهر للحامل يسبب تغيرات فسيولوجية ملحوظة، أبرزها ضغط الرحم على الشريان الأورطي والوريد الأجوف، ما يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم لدى الأم. هذا الانخفاض قد يسبب شعورًا بالدوخة أو الإغماء، كما قد يؤثر على نقل الأوكسجين إلى الجنين. في بعض الحالات، قد يؤدي هذا الوضع إلى نقص مؤقت في تدفق الدم للمشيمة، مما يؤثر على التغذية السليمة للجنين. كما أن ضغط الرحم على الحجاب الحاجز يجعل التنفس أصعب، خاصة في الأشهر الأخيرة. كل هذه الأسباب تجعل الأطباء يحذرون من النوم على الظهر أثناء الحمل لفترات طويلة، ويفضلون النوم على الجانب الأيسر كأفضل وضعية لضمان الراحة والدورة الدموية الجيدة.
ثالثًا: متى يكون النوم على الظهر مسموحًا؟
رغم التحذيرات، لا يُعد النوم على الظهر في بداية الحمل خطرًا كبيرًا، لأن الرحم لا يزال صغيرًا ولا يضغط على الأوعية الدموية. خلال الثلث الأول من الحمل، يمكن للحامل النوم في أي وضعية تريحها، بما في ذلك الاستلقاء على الظهر. لكن مع تقدم الحمل، يبدأ ضغط الرحم على الأعضاء الداخلية بالازدياد، ما يجعل هذه الوضعية غير مريحة وغير آمنة. كما أن بعض النساء لا يشعرن بأعراض مباشرة، مثل الدوخة أو التنميل، إلا بعد مرور وقت في هذه الوضعية. لذا ينصح بالاستماع إلى إشارات الجسم، وعند الشعور بأي انزعاج، يجب تغيير الوضعية فورًا. أما في الحالات الطبية الخاصة، مثل انخفاض ضغط الدم أو الحمل بتوأم، يُفضل تجنبها منذ وقت مبكر.
رابعًا: أفضل وضعيات النوم الآمنة أثناء الحمل
يُعتبر النوم على الجانب الأيسر الوضعية المثالية والأكثر أمانًا خلال الحمل، لأنها تُسهل تدفق الدم من القلب إلى المشيمة وتُحسن من تغذية الجنين. كما تساعد على تقليل الضغط على الكبد والكليتين، مما يقلل من الانتفاخ واحتباس السوائل. ينصح الأطباء باستخدام وسادة صغيرة بين الركبتين أو تحت البطن لدعم الظهر ومنع الآلام. كما يمكن استخدام وسادة الحمل الطويلة لتوفير راحة كاملة للجسم أثناء النوم. أما النوم على الجانب الأيمن فهو ليس خطيرًا، لكنه قد يسبب ضغطًا خفيفًا على الكبد. المهم هو تجنب البقاء على الظهر لفترات طويلة. ومع اتباع هذه النصائح، يمكن للحامل أن تحصل على نوم مريح وآمن يحافظ على صحتها وصحة الجنين.
قد يهمك : الفرق بين حركة الجنين الذكر والأنثى علميًا

خامسًا: العلامات التي تدل على أن وضعية نومك غير مناسبة
من أبرز علامات النوم الخاطئ أثناء الحمل الشعور بـ الدوخة، ضيق التنفس، أو تسارع ضربات القلب عند الاستلقاء على الظهر. كما قد تلاحظ بعض الأمهات تنميلًا في الأطراف أو تورمًا في الساقين نتيجة ضعف الدورة الدموية. إذا استمر الألم في أسفل الظهر أو البطن أثناء النوم، فهذه إشارة إلى ضرورة تغيير الوضعية فورًا. في بعض الحالات، قد يؤدي النوم على الظهر أثناء الحمل إلى الشعور بثقل في الصدر أو صداع صباحي نتيجة نقص الأوكسجين. عند ظهور هذه الأعراض، يُنصح بالتحول فورًا إلى النوم على الجانب الأيسر أو الجلوس قليلاً لتحسين تدفق الدم. وإذا استمرت الأعراض رغم تغيير الوضعية، يجب مراجعة الطبيب فورًا.
سادسًا: نصائح طبية لتحسين جودة النوم خلال الحمل
لتحسين جودة النوم أثناء الحمل، يُوصي الأطباء بعدة خطوات بسيطة. أولها الالتزام بمواعيد نوم ثابتة وتجنب السهر المفرط الذي يرهق الجسم. كما يُفضل تناول وجبة خفيفة قبل النوم تحتوي على الحليب الدافئ أو الموز، فهما يساعدان على الاسترخاء. من المهم أيضًا تجنب الكافيين في المساء وتقليل استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم. يمكن للحامل ممارسة تمارين التنفس أو التمدد الخفيفة قبل النوم لتخفيف الشد العضلي. كما أن استخدام وسائد الحمل يساعد في دعم الظهر والبطن والركبتين. بهذه الخطوات، يمكن تقليل اضطرابات النوم أثناء الحمل والنوم بعمق دون الشعور بعدم الراحة.
سابعًا: تجارب الأمهات وآراء الأطباء
تشير تجارب الأمهات إلى أن النوم على الجانب الأيسر يمنح شعورًا أكبر بالراحة ويقلل من التشنجات وآلام الظهر. أما الأطباء فيؤكدون أن هذه الوضعية تساهم في تحسين تدفق الدم إلى المشيمة، مما يساعد الجنين على النمو بشكل صحي. بعض الأمهات ذكرن أن الوسادة بين الركبتين أو خلف الظهر أحدثت فرقًا كبيرًا في نومهن. في المقابل، تتفق الدراسات الطبية على أن النوم على الظهر أثناء الحمل قد يسبب مشاكل في الدورة الدموية خاصة بعد الأسبوع الـ20 من الحمل. الخلاصة العلمية تؤكد أن النوم الجانبي، خصوصًا الأيسر، هو الخيار الأمثل لضمان نوم آمن للأم والجنين، مع الحفاظ على راحة الجسم طوال فترة الحمل.
