متى يبدأ الطفل بفهم الكلمات والإشارات

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

متى يبدأ الطفل بفهم الكلمات والإشارات؟ سؤال يراود كل أم وأب منذ لحظة بدء تفاعل المولود مع الأصوات من حوله. خلال الأشهر الأولى، يمر الرضيع بمراحل مدهشة من تطور التواصل والفهم، حيث يبدأ أولًا بتمييز نبرة الصوت، ثم ينتقل تدريجيًا إلى فهم الكلمات البسيطة والإشارات اليومية. تشير الدراسات إلى أن الطفل يبدأ بفهم الكلام قبل أن ينطق به، إذ يتعرف على معاني بعض الكلمات المألوفة مثل “ماما” و“بابا” من خلال تكرارها ونغمتها العاطفية.

يُعد فهم الإشارات عند الأطفال خطوة مهمة في التواصل غير اللفظي، حيث يتفاعل الطفل مع تعبيرات الوجه وحركات اليد قبل أن يتقن اللغة المنطوقة. كما تلعب بيئة الطفل وتفاعل الأهل دورًا كبيرًا في تسريع تطور الفهم لديه. في هذا المقال سنستعرض بالتفصيل مراحل فهم الطفل للكلمات والإشارات، والعوامل التي تؤثر في سرعة إدراكه، مع نصائح عملية لتحفيز الفهم المبكر ومؤشرات تستدعي القلق من التأخر اللغوي أو الإدراكي.

متى يبدأ الطفل بفهم الكلمات والإشارات
متى يبدأ الطفل بفهم الكلمات والإشارات

متى يبدأ الطفل بفهم ما يدور حوله؟

منذ الأسابيع الأولى بعد الولادة، يبدأ الطفل بفهم ما يدور حوله من خلال الأصوات والنغمات المحيطة به. فبين الشهرين الأول والثالث، يلتفت نحو مصدر الصوت ويهدأ عند سماع صوت أمه المألوف. ومع بلوغه الشهر السادس، يبدأ بتمييز نبرة الفرح أو الغضب في الكلام، مما يدل على تطور قدرات الاستيعاب لديه شهرًا بعد شهر.
يتطور التواصل بين الأم والطفل تدريجيًا؛ فابتسامته الأولى استجابة لوجهها تُعد بداية لفهم المشاعر. ومع مرور الوقت، يصبح أكثر انتباهاً للتعبيرات والحركات اليومية، ما يعكس تطورًا واضحًا في مراحل التواصل بين الأم والطفل منذ الولادة.

متى يبدأ الطفل بفهم الكلمات الأولى؟

عادةً ما يبدأ الطفل بفهم الكلمات الأولى في الفترة بين الشهر السابع والعاشر من عمره، قبل أن يتمكن من نطقها. في هذه المرحلة، يبدأ بتمييز كلمات مألوفة مثل “ماما” و”بابا” أو “لا” و“تعال”، ويفهمها من خلال نبرة الصوت وسياق الموقف.
من العلامات التي تُظهر أن الطفل بدأ يميز المعنى استجابته للنداء باسمه أو توقفه عند سماع كلمة النهي. وهنا يظهر الفرق بين سماع الكلمات وفهمها؛ فالرضيع قد يسمع العديد من الأصوات، لكن قدرته على ربطها بالمعنى تتشكل تدريجيًا مع التكرار والتفاعل.

تطور فهم الإشارات وحركات الجسد

قبل أن يبدأ الطفل بالكلام، يتواصل بالعواطف والحركات. ففي عمر 6 إلى 9 أشهر، يظهر فهم الإشارات عند الطفل من خلال تفاعله مع الإيماءات مثل التلويح باليد أو رفع الذراعين لطلب الحمل. وتعد لغة الجسد عند الرضع وسيلته الأولى للتعبير عن رغباته واحتياجاته، فابتسامته استجابة لصوت أمه أو نظراته المتكررة نحو وجهها دليل على وعي متنامٍ بالتواصل.
يلعب التواصل البصري دورًا محوريًا في فهم الإشارات المبكرة؛ إذ يساعد الطفل على ربط الكلمات بالإيماءات والتعبيرات، مما يمهّد الطريق لتطور اللغة اللفظية لاحقًا.

متى يبدأ الطفل بفهم الكلمات والإشارات
متى يبدأ الطفل بفهم الكلمات والإشارات

العوامل التي تؤثر على سرعة الفهم عند الطفل

تتأثر سرعة فهم الطفل للكلمات والإشارات بعدة عوامل، أبرزها البيئة والتفاعل اليومي. الطفل الذي يعيش في جو غني بالحوار والابتسامات والنظرات المتبادلة، يطور مهاراته الإدراكية بشكل أسرع. فالتحدث مع الرضيع باستمرار—even قبل أن يتكلم—يساعد دماغه على بناء الروابط اللغوية مبكرًا.
إضافةً إلى ذلك، تلعب الوراثة دورًا نسبيًا في تطور الفهم عند الأطفال، إذ يمكن أن يرث الطفل بعض القدرات اللغوية من والديه. لكن تبقى البيئة الغنية بالتواصل الإيجابي والتفاعل اللفظي هي العامل الأهم في تنمية قدرات الطفل الإدراكية واللغوية.

قد يهمك : دور اللعب في دعم مراحل النمو العقلي للطفل

كيف تساعدين طفلك على تطوير الفهم المبكر؟

يمكن للأم أن تُسهم بشكل كبير في تنمية فهم الطفل للكلمات والإشارات من خلال أنشطة بسيطة وتفاعلية. التحدث ببطء وبنبرة واضحة، وتكرار الكلمات الأساسية أثناء اللعب أو الرضاعة، يساعد الطفل على الربط بين الكلمة والفعل.
كما أن قراءة القصص القصيرة بصوتٍ معبّر تُحفّز خيال الطفل وتثري مفرداته حتى قبل أن ينطق. يمكن أيضًا استخدام الإشارات اليدوية مثل التلويح أو الإشارة إلى الأشياء أثناء تسميتها، مما يُعزز فهم الإيماءات والتواصل البصري. ومع الاستمرار في هذه الممارسات اليومية، ينمو إدراك الطفل اللغوي والعاطفي بوتيرة ثابتة.

متى يجب القلق من تأخر الفهم عند الطفل؟

رغم اختلاف وتيرة النمو بين الأطفال، إلا أن تأخر الفهم عند الطفل قد يكون مؤشرًا يحتاج إلى متابعة. فإذا لم يُظهر الرضيع أي تفاعل مع الأصوات أو الإشارات بعد عمر تسعة أشهر، أو لم يستجب لاسمه عند بلوغه العام الأول، فقد يستدعي الأمر تقييمًا من الطبيب أو أخصائي النطق والتواصل.
الفرق بين التأخر الطبيعي والتأخر المقلق يكمن في استمرارية التطور؛ فبعض الأطفال يتأخرون قليلاً ثم يلحقون سريعًا. لكن في حال غياب أي علامات تفاعل أو انتباه، يجب عدم الانتظار طويلًا. التدخل المبكر يساعد على تحفيز مهارات الفهم واللغة وتجنب أي صعوبات مستقبلية في التواصل.

متى يبدأ الطفل بفهم الكلمات والإشارات

‫0 تعليق

اترك تعليقاً